المرأة المسلمة وقيادة المجتمع – رؤية شرعية معاصرة

التربية والتعليم

إن الحديث عن دور المرأة في قيادة المجتمع من القضايا التي أثارت جدلًا واسعًا في العصر الحديث، بين من يدعو إلى انخراط المرأة في جميع مجالات القيادة دون قيد، وبين من يرفض ذلك بناءً على تصورات قد لا تكون دقيقة في فهم النصوص الشرعية. وبين هذين الاتجاهين، يبرز المنهج الوسطي الذي يستقي رؤيته من النصوص الشرعية الصحيحة، ومن الفهم المقاصدي للإسلام الذي يحفظ للمرأة مكانتها، ويحدد دورها وفق ضوابط تضمن التوازن بين مسؤولياتها الأسرية والاجتماعية.
لقد كانت المرأة في العصور الإسلامية الأولى نموذجًا مضيئًا في مجالات الإصلاح والتأثير، فبرزت في العلم، والتربية، والفقه، والأدب، وحتى في الشأن العام، دون أن تخرج عن إطارها الشرعي أو تتصادم مع طبيعة دورها الذي كلفها الله به. ومع تطورات العصر الحالي، بات من الضروري إعادة دراسة المسألة وفق رؤية شرعية معاصرة، توازن بين الثوابت الشرعية والمستجدات الاجتماعية، مع تجنب الإفراط والتفريط في الطرح.
يهدف هذا الكتاب إلى تسليط الضوء على مفهوم القيادة النسائية من منظور إسلامي، مع توضيح الأدوار التي يمكن للمرأة المسلمة أن تسهم بها في بناء المجتمع، وفق ضوابط شرعية واضحة، ودون أن يؤدي ذلك إلى الإخلال بالفطرة التي فطر الله الناس عليها. كما يتناول الكتاب التحديات التي تواجه المرأة المسلمة في ظل المتغيرات الثقافية والفكرية، ويقدم رؤية متزنة لمشاركتها في مختلف المجالات التي تعود بالنفع على الأمة.
نسأل الله تعالى أن يكون هذا الكتاب نافعًا للباحثين والدعاة والمصلحين، وأن يكون لبنة في ترسيخ الفهم الصحيح لدور المرأة في الإسلام، بعيدًا عن التأويلات المتشددة أو الرؤى المستوردة التي لا تتناسب مع هوية الأمة وثوابتها.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.



كتبه
فضيلة الشيخ حذيفة بن حسين القحطاني
مسؤول إفتاء محافظة صلاح الدين

محبي الشيخ حذيفة القحطاني

1

2025-02-209:15 AM

application / pdf

1249207

التعليقات