اسم الكتاب

فقه الأمن الفكري حماية العقل من التطرف

القسم

الركن العام

عن الكتاب

في عصرنا الحديث، أصبح الأمن الفكري من القضايا المحورية التي تمس أساس استقرار المجتمع وازدهاره، بل وأمن الأمة واستمرارها. فالأفكار التي يتبناها الأفراد والمجتمعات تشكل أساس سلوكهم وتوجهاتهم في الحياة، ومن هنا تبرز أهمية "الأمن الفكري" كحاجة ملحة للحفاظ على سلامة العقول من الانحرافات التي قد تودي إلى تطرف فكري يعصف بالمجتمعات ويهدد تماسكها.

إن الفكر المتطرف هو أحد التحديات الكبرى التي تواجه المسلمين في العصر الحالي، حيث تروج له جماعات مغرضة تسعى إلى تشويه الدين والتأثير على عقول الشباب والأجيال الجديدة. وفي الوقت نفسه، نجد أن الإسلام، دين الوسطية والاعتدال، يقدم لنا مرجعًا قويًا لتوجيه العقل المسلم وحمايته من هذه الأفكار المنحرفة، بحيث يكون فهمنا للدين فهماً معتدلاً يتوافق مع مقاصد الشريعة، ويعزز من قيم التسامح والتعايش.

لقد تناول هذا الكتاب قضية "فقه الأمن الفكري" من منظور شرعي وعقلي، بهدف تزويد القارئ بمفاتيح فهم حقيقية حول كيفية حماية العقل من التطرف الفكري، مع استعراض الأسباب المؤدية لذلك التطرف، وأثره المدمر على الفرد والمجتمع. كما سنتناول الطرق والوسائل الشرعية والعلمية التي تعزز من بناء فكر معتدل، يعمل على نشر ثقافة السلام والتفاهم بين الناس.

إن أهداف هذا الكتاب تتجاوز مجرد التشخيص للأزمة الفكرية التي نعيشها، بل تمتد إلى تقديم حلول عملية قائمة على فهم صحيح للإسلام وأسس التربية الفكرية التي نحتاجها لمواجهة هذا التحدي. كما نسعى إلى تقديم رؤية مستقبلية لحماية الأجيال القادمة من الوقوع في فخ التطرف الفكري الذي يسعى البعض لتغذيته بأدوات ووسائل متنوعة.

نسأل الله أن يكون هذا الكتاب معينًا للمسلمين في بناء فكرهم القوي والمعتدل، وأن يساهم في نشر ثقافة الأمن الفكري التي تحمي العقول وتبني المجتمعات على أسس من التفاهم والحوار.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

كتبه

فضيلة الشيخ حذيفة بن حسين القحطاني

مسؤول إفتاء محافظة صلاح الدين