مقاصد السور القرآنية

التربية والتعليم

أما بعد، فإن القرآن الكريم هو كتاب الله الخالد، المعجزة الكبرى التي تحدى بها الإنس والجن، والمصدر الأول للتشريع والهداية في حياة الأمة الإسلامية. وقد حظي هذا الكتاب العظيم باهتمام بالغ من لدن العلماء والمفسرين عبر العصور، فتعددت مناهج تفسيره، وتنوعت طرائق تدبره، كلٌ يسعى إلى كشف جوانب الإعجاز والبيان فيه.
ومن بين المناهج التفسيرية الرصينة التي استأثرت باهتمام الباحثين المحدثين: منهج مقاصد السور القرآنية، الذي يهدف إلى الكشف عن الوحدة الموضوعية لكل سورة، وبيان مقاصدها الأساسية والفرعية، وربط آياتها في إطار متناسق يخدم الغاية التي نزلت من أجلها. وهذا المنهج ليس بدعاً في الدراسات القرآنية، فقد أشار إليه الأقدمون في ثنايا تفاسيرهم، لكنه تبلور في العصر الحديث كاتجاه تفسيري مستقل، يجمع بين العمق التحليلي والرؤية التكاملية.
يأتي هذا الكتاب "مقاصد السور القرآنية: دراسة تحليلية" كمحاولة علمية جادة لتسليط الضوء على هذا المنهج، واستكشاف مقاصد السور من خلال تحليل دقيق لموضوعاتها، وبنائها، وسباقها ولحاقها، والسياق التاريخي لنزولها. كما يسعى إلى ربط هذه المقاصد بالواقع المعاصر، مؤكداً على حيوية القرآن وصلاحيته لكل زمان ومكان.
وقد اعتمدت الدراسة على منهجية تحليلية تكاملية، تجمع بين:
التحليل الموضوعي لفهم المغزى العام لكل سورة.
الاستنباط المقاصدي من خلال الربط بين الآيات والسياقات.
الاستفادة من التراث التفسيري مع نقد ما يحتاج إلى تمحيص.
التطبيق العملي لبيان تجليات هذه المقاصد في حياة الفرد والمجتمع.
ويهدف هذا العمل إلى:
تقديم رؤية واضحة لمنهج المقاصد السورية وأهميته في التفسير.
كشف الوحدة العضوية للسور القرآنية وانسجام موضوعاتها.
إبراز دور المقاصد في فهم القرآن فهمًا متكاملاً بعيداً عن التفكيك.
تزويد الدارسين والباحثين بأداة منهجية لتفسير القرآن تفسيراً مقاصدياً.
ونسأل الله تعالى أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم، نافعاً لعباده، لبنةً في صرح الدراسات القرآنية، وإضافةً نوعيةً إلى مكتبة التفسير المقاصدي. وهو وحده من وراء القصد، وهو الهادي إلى سواء السبيل.
تأليف
فضيلة الشيخ
حذيفة بن حسين القحطاني

محبي الشيخ حذيفة القحطاني

1

أمس1:03 AM

application / pdf

1564577

التعليقات