منهجية الأئمة الستة في ترتيب كتبهم

التربية والتعليم

فإن الحديث النبوي هو المصدر الثاني للتشريع، وقد عني العلماء بخدمته روايةً ودرايةً، وكان من أعظم وجوه هذه العناية تدوينه وتصنيفه وفق مناهج دقيقة تتناسب مع غايات كل مصنف وهدفه العلمي. ومن هنا، كان لكل إمام من أئمة الحديث الستة طريقته الخاصة في ترتيب كتابه، مبنيةً على أسس علمية متينة، تجمع بين الدقة الحديثية، والفائدة الفقهية، وسهولة الوصول إلى المسائل الشرعية.
وفي هذا الكتاب، نسلط الضوء على منهجية هؤلاء الأئمة الكبار: الإمام البخاري، ومسلم، وأبي داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، في ترتيب كتبهم، وكيف أثرت هذه الترتيبات في الاستدلال الفقهي والاستنباط الحديثي. فليس الترتيب مجرد تصنيف عشوائي، بل هو علم دقيق يستند إلى مقاصد شرعية وعلمية، تتضح مع التدبر والتأمل.
وقد قسمنا هذا البحث إلى فصول تناولت كل إمام على حدة، مع بيان القواعد التي اعتمدها، والأنماط التي سار عليها، والمزايا التي تميز بها كتابه عن غيره، مع الاستشهاد بأمثلة تطبيقية توضّح المنهجية التي انتهجها. كما تناولنا أوجه الاتفاق والافتراق بين هذه المناهج، وأثرها في الفقه والاستدلال.
نسأل الله عز وجل أن يجعل هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم، وأن ينفع به الباحثين وطلبة العلم، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
فضيلة الشيخ حذيفة بن حسين القحطاني

محبي الشيخ حذيفة القحطاني

1

2025-03-119:03 PM

application / pdf

1588030

التعليقات