القواعد المنهجية لفهم الأحاديث النبوية

الركن العام

فإن فهم الأحاديث النبوية ليس مجرد ترف فكري أو عملاً اجتهادياً منفصلاً عن جوهر الدين، بل هو لبُّ العلم وركنه الأصيل، إذ إن السنة النبوية هي المصدر الثاني للتشريع، وحاملة البيان الكامل لمعاني الكتاب العزيز. ومن هنا كانت العناية بفهمها على الوجه الصحيح ضرورة ملحّة لكل طالب علم، إذ لا تستقيم العبادة، ولا تُؤدى الرسالة، إلا بالرجوع إلى معينها الصافي.
ولما كان التعامل مع الحديث النبوي يتطلب منهجاً علمياً متيناً يجمع بين الفهم الصحيح للنصوص والوعي بمقاصد الشريعة، جاء هذا الكتاب "القواعد المنهجية لفهم الأحاديث النبوية"، ليضع بين أيدي طلبة العلم والدعاة خارطة طريق تسهل عليهم التعامل مع النصوص الحديثية بأسلوب علمي رصين، بعيداً عن الغلو والتأويل المذموم.
لقد سرتُ في إعداد هذا الكتاب على نهج جامع بين التأصيل النظري والتطبيق العملي. فوضعت بين طياته قواعد منهجية مستمدة من كلام العلماء الراسخين، معززة بالأمثلة الواقعية من السنة النبوية. وجعلت لكل قاعدة شرحاً وافياً يبرز معالمها ويوضح سبل تطبيقها، حرصاً على أن يكون الكتاب دليلاً شاملاً لمن أراد أن يُبحر في علوم الحديث بفهم صحيح ومتين.
وسيجد القارئ في هذا الكتاب أبواباً شاملة تناولت مبادئ فهم النصوص الحديثية، وضوابط التعامل مع التعارض الظاهري، وقواعد الجمع بين النصوص، وغير ذلك مما يعين الباحث على تذوق معاني الحديث النبوي كما أرادها النبي صلى الله عليه وسلم وكما فهمها أصحابه والتابعون.
أسأل الله عز وجل أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم، نافعاً لعباده، وأن يجعله لبنة في بناء العلم الشرعي المتين. فما أصبتُ فيه فمن توفيق الله وفضله، وما أخطأتُ فيه فمني ومن الشيطان، والله ورسوله بريئان منه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.




كتبه
فضيلة الشيخ
حذيفة بن حسين القحطاني

محبي الشيخ حذيفة القحطاني

1

1

2025-01-059:21 PM

application / pdf

679649

التعليقات