خمسون فائدة في علم الجرح والتعديل

التربية والتعليم

فإن علم الجرح والتعديل من أشرف علوم الشريعة، وأدقّها مسلكًا، وأعلاها مكانة، إذ به يُعرف الصحيح من السقيم، وتتميز الرواية المقبولة من المردودة، فيثمر بذلك التمييز بين حديث النبي صلى الله عليه وسلم وبين ما نُسب إليه زورًا أو خطأً، ولا يُتصوَّر حفظ السنة بدونه، ولا يُستغنى عنه في أي مرحلة من مراحل التوثيق العلمي.
وقد ألّف فيه الأئمة كتبًا مطوّلة، ودوّنوا قواعده وطبّقوها بأدقّ ما يكون من التحقيق والعدل، حتى صار مضرب المثل في الإنصاف والتجرد والورع، غير أنه بقي خفيًّا على كثير من طلاب العلم، تائهًا بين المبالغات أو الإنكار، أو الفهم المجتزأ والمغلوط.
ومن هنا جاءت فكرة هذا الكتاب، الذي جمع خمسين فائدة منتقاة من هذا العلم الجليل، في أبوابه الكبرى، ومسائله الدقيقة، وتطبيقاته الواقعية، مع الحرص على أن تكون هذه الفوائد مختصرة العبارة، عميقة الدلالة، جامعة بين التأصيل والتطبيق.
وهذا الكتاب ليس سردًا تاريخيًّا ولا تنظيرًا مجردًا، بل هو محاولة لتقريب هذا العلم إلى القارئ المعاصر، وربطه بفقه المرويات، ومناهج الأئمة في الحكم على الرواة والأحاديث، بعيدًا عن الإفراط والتفريط.
وهو جزء من "موسوعة جواهر الخمسين في سائر الميادين"، التي تعنى بجمع الفوائد المحكمة في أبواب العلم المتنوعة، بعبارة واضحة ومنهجية رصينة.
وأسأل الله تعالى أن ينفع به طلاب العلم، ويجعله مفتاح خير في فهم هذا العلم الدقيق، ويبارك في الجهود، ويغفر الزلل، والحمد لله رب العالمين.


تأليف
فضيلة الشيخ : حذيفة بن حسين القحطاني
غفر الله لهُ ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين

محبي الشيخ حذيفة القحطاني

1

1

2025-05-3110:37 AM

application / pdf

685017

التعليقات